الدولة بمفهومها المعاصر ظاهرة حديثة، ارتبطت بالثورات الاجتماعية التي شهدتها القارة الأوروبية، وبشكل خاص الثورتين الفرنسية والانجليزية، وأيضاً بإرث عصر الأنوار الأوروبي: أفكار روسو، ولوك، ومونتسكيو، وكثيرين غيرهم. ولعلنا لا نأتي بجديد، حين نقرر أن الدولة بمفهومها التعاقدي، مؤسسات وممارسة، لم تتأسس بشكل كامل بعد في الواقع العربي، رغم محاولات عدة هنا، وهناك، لتجاوز الواقع القائم، وتأسيس كيانات عربية، على أسس مدنية، تعاقدية.
لقد تمت إعاقة نشوء هذه الدولة، من قبل الغرب، منذ وقت طويل، وتحديداً منذ اكتشاف رأس الرجاء الصالح، حين صودرت أدوار أهم الموانئ العربية، في الاسكندرية، وبيروت، واللاذقية، في تسيير التجارة الدولية، وأيضاً منذ جرى تهشيم مصانع النسيج المحلية، لمصلحة المصانع في لانكشاير وباريس.
Read more
|