لبنان ليس كما تظهره التصريحات المبتذلة التي يتقاذفها بعض سياسييه، وليس صفقات فساد متتالية يعقدها بعض القيمين على أموره، وليس أزمات أمنية واقتصادية واجتماعية وبيئية وصحية وتربوية تتفاقم كل يوم، بل أنه أرض آباء ومقاومة لغزاة العصر من صهاينة وإرهابيين، كما هو موطن إبداع ووفاء .
صيف لبنان العابق بالمهرجانات الفنية من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه، مروراً بجبله والبقاع حيث بعلبك أم المهرجانات، وصولاً إلى قلبه بيروت المتلألئة بإبداعها وحضارتها وعروبتها، يستقبل اليوم (أول تموز/يوليو) في بيت الدين (الشوف) واحداً من أجمل أصوات الغناء العربي المعاصر الفنان الفلسطيني الكبير الشاب، ابن الخامسة والعشرين عمر كمال (سيناترا فلسطين) ليحيي مع كل الوطنيين اللبنانيين والعرب الذكرى المئوية لولادة الزعيم الوطني الكبير الشهيد كمال جنبلاط (1917) والذكرى الأربعين لاغتياله عام (1977).
إنه الوفاء محملاً على أجنحة الإبداع، وهي فلسطين المشدودة دوما إلى لبنان الذي لم يتخل يوما عن احتضان قضيتها العادلة.
وحين يغني عمر كمال "موطني"، لا يحرك مشاعر الفلسطينيين مع كلمات شاعرهم ابن الكبير ابن نابلس إبراهيم طوقان فحسب، ولا مشاعر اللبنانيين مع الحان أبناء بيروت (الأخوان فليفل) فقط، بل يحرك كذلك مشاعر العرب جميعاً الذين يرون فلسطين موطناً لهم...
وحين يغني ابن نابلس عمر كمال أغنية "لبيروت" بكلماتها للشاعر المبدع جوزف حرب، لا يحرك مشاعر اللبنانيين المتعلقين بعاصمتهم ورمز وحدتهم فحسب، ولا مشاعر الفلسطينيين الذين خاضوا على أرضها مع أشقائهم اللبنانيين والسوريين والعرب أحدى أعظم ملاحمهم في مثل هذه الأيام عام 1982 فقط، بل يحرك مشاعر كل عربي رأى في بيروت عاصمته الثانية لأنها جمعت الإبداع والإشعاع،الاباء والوفاء، الحرية والحضارة، العروبة والمقاومة...
< السابق | التالي > |
---|