كان المحتل يستعد للرحيل عن صيدا عام 1985، ولكنه أبى إلاّ أن ينتقم من المدينة التي هزمته بصمود أبنائها وتضحيات شهدائها، فكان الانفجار الذي استهدف المناضل العروبي التقدمي الناصري الكبير مصطفى معروف سعد في شباط 1985 ، وأدى إلى فقدان بصره وابنته ناتاشا... وعدد من جيرانه...
وكأن القدر يلاحق هذه العائلة المناضلة في كل محطة من محطات النضال الوطني والقومي في لبنان، فاستهدفت في بداية الحرب اللعينة في شباط 1975، رصاصات غادرة صدر الوالد النائب والزعيم معروف سعد أحد أبطال معركة المالكية في فلسطين عام 1948، وابو الفقراء والكادحين، وقد استشهد وهو يقود تظاهرة للدفاع عن صيادي الأسماك بوجه الاحتكار.
وكان الموساد حاضراً في الجريمتين ولو بأيد محلية، كان الهدف في استهداف معروف سعد هو إشعال الحرب اللبنانية، وكان الهدف في استهداف مصطفى سعد هوإاشعال فتنة في صيدا والجوار... تماماً كما كان الموساد وراء اغتيال الشهيدين مجذوب (حركة الجهاد الإسلامي) قبل سنوات في صيدا، ومحاولة اغتيال محمد حمدان (حركة حماس) قبل أيام في المدينة التي كانت وستبقى عصية على كل غاز أو محتل.
رحم الله معروف ومصطفى سعد، وكل شهداء صيدا البررة...
< السابق | التالي > |
---|