رعى الله الشيخ زكي يماني، ومنحة الصحة والعافية وأحياه حياة طيبة.. لقد كان نعم الوزير الذكي، الذي يعرف متى يتكلم ومتى يسكت ويعرف كيف يسوس الصحفيين ولا يسوسوه.
كان وزيرا مثقفا، أنيق الكلمة كما هو المظهر، لغته العربية جزلة تتدفق كماء عذب، تأثير العلم الديني واضح فيها مع إطلاع عميق، يجبر على احترامه، كان حديثه حديث العالم، وأتذكر الصحافة الغربية كانت تكتب عنه كثيرا، قد لا ترضى على أسعار النفط وتخلق بذلك الأزمات، فالاقتصاد قوة والقوة أن تتم المحافظة على أسعار النفط والموازنة بين السلعة التي نشتريها والسلعة الناضبة التي نبيعها، وقد قال ذلك في أكثر من محفل.
ربما لديه كم من الإستشاريين وهو حقه وهؤلاء يأتون له بالمعلومات، فيبدو في كل مقابلة أو ظهور إعملامي حاضر الذهن، قوي الحجة، لم يكن ذلك كبرا ولكن ثقة.
الإعلام كان ومازال السلطة الرابعة في الدول الديمقراطية، بل أحيانا هو من يؤثر على السلطات الثلات، فكم من قرارات في البرلمانات كان الضغط الإعلامي صاحبها، بل يصل الأمر بالإعلام باثارة الرأي العام غالبا ضد مشاريع، أو أحكام قضائية، تعاد غالبا دراستها، وقد تتغير الأحكام والتنائج.
لذا فمن الذكاء التعامل مع الإعلاميين بروية وطولة بال، فالإعلامي قد يكون غثيثا وسمجا ومستفزا، وأحيانا مراوغا حسب الشخصية من جهة والموقف، قد يتعمد إلإثارة...
السياسي من يعرف أن يصد العبارة بذكاء، وكيف يخلق جوا آخر غير متوتر بينه وبين الصحفي، ومن بين ذلك أنيمد خيط ود، ولو كان الخيط واه، فممكن أن يرد على سؤال استفزازي بابتسامة تخفي مشاعره ويثني على السؤال ومن ثم يرد عليه رد محير له، لا يعرف هل هو نعم أم لا. فلابد أن يكون سيد الموقف لا يفرض عليه موقف بذاته، فالمسئول يجب أن يتحلى بذكاء إعلامي، حيث هو يمثل دولته، وأخلاق شعبها، وهو مؤتمن على وزارته وانشطتها، لا يقول إلا الحق فلا يستطرد فيقع بمطبات إعلامية تؤلمه، كثيرا ما شاهدنا وزارئنا يتكلمون في برلمانات العالم وأمام صحفيين عن وضع المرأة لدينا ويكادون يجعلون منها قاضية ووزيرة، وكأننا نعيش في الواق واق، والزمن ما عاد زمن الغفلة.
شيخنا زكي يماني، خريج كلية الحقوق جامعة القاهرة، عام 1952
كان عارفا ذلك بذكاء فلم يكن يقع في مطبات إعلامية إلا نادرا جدا خلال عمله الطويل وزيرا البترول من عام 1962 إلى 1986، في عام 1975 تم خطفه ومجموعة من وزراء الأوبك، وأرتجفت القلوب خوفا عليه ورفقائه من وزارة البترول، وكان المختطفون بقيادة كارلوس، السجين الآن لدى فرنسا بعد أن تم خطفه من السودان.
أخيرا لماذا تذكرت الوزير السابق زكي يماني؟ ربما ايضا تذكر غيري نبرة صوته ولغته، وكيف يعرف كيف يقول الكلمة بحيث تؤدي غرضها بالضبط بطريقة نطقها.
تذكرته بسبب مقطع لوزير سعودي غضب من صحفي ولم يتحل بسعة الصدر فطرد الصحفي، لقد تم تداول المقطع عبر الوتسآب.
وسلامتكم..
< السابق | التالي > |
---|